إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تابع لمعة الاعتقاد
56715 مشاهدة
الإيمان عند أهل السنة

...............................................................................


فالإيمان عند أهل السنة: تدخل فيه الأعمال، الدليل: قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ أي هذا كله دين. والدين: هو الإيمان أي دين الملة القيمة، فجعل عبادة الله من الدين، وجعل الإخلاص إخلاص القلب من الدين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة كله من الدين.
من الأدلة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان: بضع وسبعون شعبة. أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء: شعبة من الإيمان فشعب الإيمان يعني أجزاءه التي يتكون منها، يعني: أن الخصال التي يعملها تنحصر في بضع وسبعين شعبة.
قيل: إنه أراد بذلك التكثير، وأن الأعمال أكثر من البضع والسبعين.
وقيل: إنه أراد الحصر، وأنه يمكن ألا تكون، يمكن ألا تزيد عن بضع وسبعين ولا تنقص.
مثل بهذه الأمثلة:
قول: لا إله إلا الله: هذا قول، قول باللسان. فجعله من الإيمان.
إماطة الأذى عن الطريق: هذا عمل بالأركان. جعله من الإيمان.
الحياء: الذي هو خلق نفسي. جعله من الإيمان.
فمثل.. بالقول، وبالفعل، وبالاعتقاد.
وقد كتب العلماء في شعب الإيمان، وأكثروا منها، للبيهقي كتاب مطبوع في سبعة أجزاء اسمه شعب الإيمان، ذكر فيه الأحاديث التي تدل على الإيمان.
فنحن نقول: الصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والحج من الإيمان، والصيام من الإيمان، والبر من الإيمان...
كلها من شعب الإيمان.
وكذلك أيضا نقول في التروك، فنقول: ترك الربا من الإيمان، وترك الشرك من الإيمان، وترك الزنى من الإيمان، وترك المسكرات من الإيمان؛ إذا تركها خوفا من الله تعالى.
كذلك أيضا جعل القول، والعمل من الإيمان.